![¤©§] v.i.p [§©¤](https://2img.net/h/dc04.arabsh.com/i/00360/3zxx7fzpgfzn.gif "¤©§] v.i.p [§©¤")
من طرف 
في سنوات الشباب الأولى، كانت هوايات الاميركي اد شادل تقتصر على شراء سيارات الخردة فيعيد تجهيزها ويصبغها بالاحمر لونه المفضل لينطلق بها في سباقات الشباب من ابناء جيله، وقد تكرر ذلك اكثر من مرة، كما ضبطته الشرطة عدة مرات حين كان يحاول استعراض سرعة سياراته خارج مدينته «سباناواي» بولاية واشنطن.
في عام 1999 تكررت العملية لكن باختلاف بسيط هو ان مهندس الكمبيوتر المتقاعد (67 عاما) اشترى هذه المرة محرك طائرة مقاتلة من طراز فانتوم F-104 Starfighter التي سيطرت على الاجواء في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وصمم سيارة صبغها بالاحمر ايضا استعدادا لتسجيل رقم قياسي وهو الانطلاق بسرعة تفوق سرعة الصوت اي بسرعة 1280 كيلومترا (800 ميل) في الساعة، مع العلم ان سرعة الصوت في الهواء تبلغ 1236 كيلومترا في درجة حرارة عشرين مئوية.
وخلال العامين الماضيين، اجرى المهندس المهووس بالسرعة عدة تجارب ناجحة، لكن السرعة المسجلة تدرجت من 350 حتى 645 كيلومترا في الساعة، وفي كل مرة كان يتم اكتشاف بعض العيوب التي يتم التغلب عليها او الزيادات التي يتوجب اضافتها لتتمكن السيارة الصاروخية التي تحمل اسم «نسر أميركا الشمالية» من تحقيق الهدف المنشود.
ومن المقرر مبدئيا ان تتم التجربة الفاصلة في الرابع من يوليو (عيد الاستقلال الاميركي) المقبل وذلك في صحراء «هاردبان» بولاية نيفادا التي تتميز بمناخها الجاف.
ويقول المهندس كيث زانغي الذي يعمل في المشروع ان ثمن محرك الطائرة «الخردة» كان 25 ألف دولار لكن الكلفة الاجمالية للسيارة الجديدة قد تجاوزت حتى الآن الربع مليون دولار، معظمها عبارة عن تبرعات.
وفي الشهر الماضي تمت تجربة السيارة الصاروخية التي يبلغ طولها 56 قدما وتزن 13 ألف رطل على بعد اميال قليلة من مطار تاكوما في ولاية واشنطن، وقد بلغت قوة المحرك 42.5 ألف حصان، لكن المهندس المتقاعد يعتزم ادخال بعض التعديلات عليه ليصبح خمسين ألفا.
وعلى هذا الأساس، تحتاج السيارة لمدرج مستقيم بطول لا يقل عن احد عشر ميلا قبل العودة من جديد الى المنطقة، الميل الاول للتسخين حتى سرعة 250 ميلا في الساعة، اربعة اميال لاطلاق شعلة المحرك الصاروخي للوصول الى السرعة المطلوبة، الميل السابع لتثبيت السرعة، اما الاميال الخمسة الاخيرة فللوقوف.
ومن المشكلات التي يجري التغلب عليها تدريجيا الاطارات والفرامل، فمن المعروف ان الاطارات العادية لا تستطيع احتمال الحرارة الناجمة عن الاحتكاك بالارض بسرعة تزيد على 560 كيلومترا في الساعة، ولذلك فقد تم تصنيع اطارات خاصة يدخل الألمنيوم والالياف الزجاجية في تركيبها، وبالتالي فهذه الاطارات لا تصلح للقيادة على الاسفلت او الاسمنت، في حين ان صحراء «هاردبان» تعتبر مثالية لمثل هذه الاطارات بسبب ارضها الطينية والجافة. اما اجهزة التوقف (الفرامل) في السيارة الصاروخية فتبلغ قوتها 4700 حصان بخاري.
ومن المشكلات الاخرى التي يتم التعاطي معها بصورة تدريجية هي كيفية التغلب على الضغط الهائل الذي تتعرض له السيارة حين تنطلق بسرعة الصوت او اكثر.. ففي الجو، تتبعثر الموجات الارتدادية وتتشتت في الهواء حين تخرق طائرة سرعة الصوت. اما على الارض فالامر مختلف تماما فالموجات الارتدادية تضرب الارض وترتد الى الاعلى، مما يعرض السيارة لضغوط هائلة قادرة على قذفها في الهواء كورقة في مهب الريح. ويقدر الخبراء الذين درسوا هذه الظاهرة قوة الموجات الارتدادية في هذه الحالة بخمسة عشر ألف طن.
وفي احدى التجارب التي اجريت مؤخرا، تجمع المئات في المنطقة لرؤية النسر الاميركي اثناء تجربة المحرك على الارض، اي ان السيارة ستبقى في مكانها، وقبل البدء، قال المهندس للحاضرين: «عليكم احكام السماعات الواقية حول آذانكم جيدا.. لا قبعات.. لا نظارات.. فإذا شفط المحرك الجبار نظارتك او قبعتك فمن المؤكد ان رأسك سيكون التالي».
وبمجرد تشغيل المحرك الذي يستهلك 80 غالونا من الوقود في الدقيقة، اهتزت الارض وكأن زلزالا قد ضربها، وخيم على المنطقة ضجيج يصم الآذان على الرغم من السماعات الواقية.
يعطيك الف عافية